فصل: فصل في داء الفيل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في نتوء السرّة:

قد يعرض في السرة نتوء فتارة يكون على سبيل الفتق المعلوم وتارة يكون على سبيل الاستسقاء بأن تجتمع في ذلك الموضوع وحده رطوبة أو ريح وتارة يكون بسبب وريد أو شريان أسال إليه دماَ وتارة بسبب ورم صلب أو زيادة لحم تحت الجلد.
العلامات ما كان بسبب خروج ثرب أو معي فإن اللون يكون لون الجسد بعينه ويكون الوضع مختلفاً وخصوصاً فتق الأمعاء ويصحب فتق الأمعاء وجع ما ويغيب بالكبس وربما غاب بقرقرة ويزيده استعمال المرخّيات من الحمام والتمريخ والحركة عظماً.
وما كان من رطوبة لا يرده الغمز ويكون ليناً لا يغير من قدره الكبس ويكن لونه لون البدن.
وما كان من ريح كان ألين وأقل مدافعة من الرطوبة ويكون له طبلية صوت.
وما كان من دم فإنه يكون دموي اللون وأسود وما كان من نبات لحم أو صلابة فيكوق جاسياً صلباً غير منكبس انكباس وغيره.
المعالجات: ما كان من انفتاح عرق نابض أو غير نابض أو من ريح فلا يجب أن يتعرض لعلاجه فإن تعرضت لذلك لزمك أن تتعرض لقطع وخياطة أيضاً.
وأما غيره فعلاجه أن تقيم المريض وتكلفه بأن يمدد بطنه ويحبس نفسه حتى يظهر النتوء فإذا ظهر فأدر حوله دائرة بلون متميز ثم تستلقيه ثم تحيز على الدائرة بعد حيزها صنارة تمر على المراق وحدها من غير أن تأخذ ما تحته وتدخل فيها إبرة تخيط من حيث لا تلقى جسماً تحتها ثم تبط بطاَ يكشف عما تحت المراق وحده فإن كان تحته معي دفْعت المعي إلى أسفل وإذ كان ثرب ممدته وقطعت العضل ثم خطت الموضع المنفتق بخيوط متقابلة صلبة تمد بعضها إلى بعض وتشدها على القطن وتخيطه وتجعل للخيوط أربعة رؤوس وتراعي أن تسقط الفضل وتدمل الباقي وتجتهد في أن يندمل غائراً غير بارز حتى يكون غير قبيح.
وأما الريحي فتدبيره أيضاً البزل والقطع والخياطة بعد ذلك على نحو ما قيل.

.فصل في الحدبة ورياح الأفرسة:

الحدبة زوال من الفقرات إما إلى داخل الظهر أو إلى قدام وهو حدبة المقدم.
وقوم يسمونه التقصيع وإذا وقع بشركة من عظام القص سمي القعس والتقصع.
وإما إلى خارج الظهر وإلى خلف وهو حدبة المؤخر.
وإما إلى جانب ويقال له الالتواء.
وأسبابه: إما بادية كضربة أو سقطة وما يجري معها وإما بدنية من رطوبة مائية فالجية مزلقة مرخية للرباطات أو رطوبة مشنجة.
وأكثر ما يمكن عن رطوبة فالجية يكون التوائياً ليس إلى وكثيراً ما يبرأ الورمي باختلاف المدة الدال على نضج الورم وانفجاره وكثيراً ما يكون ذلك الورم صلباً وقد يكون لتشنج الرباطات وهر قليل الوقع سريع القتل.
وكل ذلك إما على اشتراك بين فقرات عدة وعلى تدريج وإما على أن لا يكون كذلك.
والحدبة- وخصوصاً التي إلى داخل- تضيق على الرئة المكان فيحدث سوء التنفس.
وإذا حدث في الصبي منع الصدر أن يمعن في البساطة واتساعه فتختلف أعضاء النفس مؤفة يضيق عليها النفس ولذلك قال أبقراط من أصابته حدبة من ربو أو سعال قبل أن ينبت فإنه يهلك وذلك لأنه يدل على انتقال المادة الفاعلة لهما إلى الفقرات وإحداثها فيها خرّاجاً قوياً مائياً حادثاً عن مادة غليظة لولا غلظها لما حدث منها الحدبة.
وإذا كان كذلك لم يتهيأ للصدر أن يتسع لرئته فيحسن التنفس بل لا بد من أن يسوء التنفس ويؤدي ذلك إلى العطب.
والصبيان تحدث فيهم الحدبة ورياح الأفرسة وإذا أطعموا قبل الوقت فغلظت أخلاطهم ومالت إلى الفقار ويدق الساق من صاحب الحدبة لما توجبه الحدبة من سدد بعض المجاري والمنافذ التي ينفذ فيها الغذاء.
العلامات: علامة الكائن عن الأسباب البادية وقوعها.
وعلامة الكائن عن الرطوبة علامة السحنة والملمس قلة انتشاف الموضع للدهن يمرخ به وبطء انتشافه إياه وتقدّم التدبير المرطب.
وعلامة الكائن على الورم لمس الموضع ووجعه الناخس خاصة والحمّيات التي تعرض لصاحبه.
وعلامة الكائن عن اليبوسة دلائل يبوسة البدن ومقاساة حمّيات حادة واستفراغات وسرعة نشف الدهن.
علاج الحمية ورياح الأفرسة: أما الرطب واليابس فعلاجهما علاج الفالج والتشنّج الرطب والتشنّج اليابس في وجوب الاستفراغ وتركه وكيفية الضمادات والنطولات وما يشبه ذلك.
وقانون أدوية ما ليس بيابس منها أن تكون قابضة لتشد الرباطات التي استرخت فميلت الفقار ومسخّنة لتقويها ومحللة لتبدد الرطوبات المرخية أو المعينة على الإرخاء فإنه إذا وقع الاقتصار على القوابض أمكن أن تقوي الروابط لكن إذا لم تحلل المادة جاز أن تنتقل إلى عضو اخر.
وأكثر ما ينتقل إلى أسفل كالرجلين فيحدث به فالج أو نحوه بحسب المادة في رقتها وغلظها وبحسب مخالطتها من تشرّب أو اندساس.
فإن سبقت التنقية لم يكن بأس باستعمال القوابض وربما اجتمع القبض والتسخين والتحليل في شيء واحد كما يجتمع في جوز السرو وورقه وفي ورق الغار وقصب الذريرة والأشنة والراسن وربما ألفت دواء من القوابض الباردة مثل الورد والأقافيا والجلنار ومن الحادة االمسخنة المحللة مثل حبّ الغار والجندبيدستر وورق الدفلى والوج.
وأما الأدهان النافعة للرطب منها فدهن الأشياء الحارة القابضة مثل دهن السرو ومثل دهن السذاب ويضاف إلى أضمدته أدوية محلّلة قوية التحليل كورق الدفلى والوج وكذلك الجندبيدستر والسذاب.
ومن الأدهان دهن السذاب ودهن الجندبيدستر ودهن العاقرقرحا والفربيون المتخذة على هذه الصورة.
يؤخذ الفلفل والجندبيدستر والعاقرقرحا وشحم الحنظل والفربيون والحلتيت يفتق في دهن السذاب وللأوقية من الأدوية رطل ثم يشمس ويصفى بعد أسبوعين ويجدد عليه الأدوية يفعل ذلك مراراً وأقلها ثلاثة ويستعمل.
وهذا الدهن الذي نحن واصفوه قوي للرطوبي وللريحي معأ.
ونسخته: يؤخذ أبهل شويح وآس وجوز السرو وعاقرقرحا ومرزنجوش وإكليل الملك وقردمانا وإذخر وسليخة يطبخ بالماء ناعماً ويصفّى ويصب عليه نصف الماء دهناً ويطبخ يكرر مرات يطرح فيه جندبيدستر وفربيون وأبهل مسحوقين ويستعمل.
وفيه تقوية للعضو وتفشيش للرياح وتحليل للرطوبات الغريبة الغليظة.
صفة ضمّاد للحدبة الريحية: يؤخذ من الميعة السائلة ومن القسط ومن قصب الفريرة ومن الأبهل أوقية أوقية أو فربيون وزن درهم دهن الناردين قدر الحاجة.
وأما الورمي فعلاجه علاج الأورام العسرة النضج والانفجار أو التحليل الخاص بالأورام الصلبة.
صفة ضماد جيد للحدبة الرطبة: يرض الوج والراسن ويطبخان في ماء السرو ويضمد به المبضع.
صفة ضماد ناف للريحي والرطب جميعاً: يؤخذ راسن وأبهل ووج ويهرى في الشراب طبخاً فيه ويحلّ معه المقل حتى تصير كالمرهم وتستعمل.
وإذا لم تنجع المعالجات بالمشروبات والضمّادات ونحوها فاستعمل الكيّ ليزول الاسترخاء ويصلب الموضع.

.فصل في الدوالي:

هو اتساع من عروق الساقين والقدم لكثرة ما ينزل إليها من الدم.
وكثره الدم السوداوي وقد يكون دماً نقياً غير سوداوي وقد يكون دماً غليظاً بلغمياَ وكيف كان يكون دماً لا عفونة فيه وإلا لما سلمت عليه الرجل من التقرح والأورام الخبيثة.
وأكثر ما يعرض يعرض للشيوخ والمشاة والحمالين والقوامين بين أيدي الملوك وأكثر ما يعرض يعرض بعثب الأمراض الحادة فتندفع المادة إلى هناك من المستعدين لها من المذكورين وقد يعرض ابتداء كما تعرض أوجاع المفاصل ابتداء.
وقد يعرض لأصحاب الطحال من المذكورين كثيراً.
وهذه الدوالي قد لا تقبل العلاج وقد ثقطع فيعرض من قطعها هزال العضو لعدم سواقي الغذاء ويعرض في الدوالي منه إذا قطع ومنه أمراض السوداء والمالنخوليا وإذا كان دمها نقياً فقلعت ونزعت لم يخف عروض المالنخوليا وكثيراً ما يتعفّن ما في الدوالي فيضدس إلى القروح.

.فصل في داء الفيل:

هو زيادة في القدم وسائر الرجل على نحو ما يعرض في عروض الدوالي فيغلظ القدم ويكثفه وقد يكون لخلط سوداوي- وهو الأكثر وقد يكون لخلط بلغمي غليظ وقد يعرض من أسباب عروض الدوالي ومن الدم الجيد- إذا نزل كثيراً واغتذت به الرجل اغتذاء ما ويكون أولاً أحمر ثم يسود.
ويسببه شدة الامتلاء وضعف العضو لكثرة الحرارة وشدة جذبه لشدة الحرارة الهائجة من الحركة وتعين عليه الأحوال المعينة على الدوالي.
العلامات: يميز كل واحد من سببه باللون وبالتدبير المتقدم فالسوداوي جالس إلى حرارة والأحمر منه أسلم من الأسود والبلغمي إلى لين وربما أسرع السوداوي إلى التشقق والتقرح والدموي معلوم.
علاج الدوالي وداء الفيل- أما داء الفيل فخبيث قلما يبرأ ويجب أن يترك بحاله إن لم يؤذ فإن أدى إلى تقرح وخيفت الآكلة لم يكن إلا القطع من الأصل وإذا تدورك في ابتدائه أمكن أن يمنع بالاستفراغات وخصوصاً بالقيء- العنيف وبما يخرج البلغم والسوداء وبالفصد إذا احتيج إليه ثم تستعمل القوابض على الرجل.
وأما إذا استحكم فقلما يرجى علاجه أن ينفع وإن رجي فليعلم أن جملة علاج المرجو من هذه العلة وهو المبالغة في علاج الدوالي واستعمال المحللات القوية.
وقيل أن القطران ينفع منه لعوقاً أو لطوخاً.
وأما تدبير الدوالي فيجب أن يستفرغ الدم من عروق اليد ويستفرغ السوداء والأخلاط الغليظة ويصلحْ التدبير ويهجر كل مغلظ ويهجر كل الحركات المتعبة والقيام الطويل ثم يقبل على هذه العروق فيفصدها ويخرج جميع ما فيها من الدم السوداوي ويفصد في آخره الصافن ثم يتعاهد في كل قليل تنقية البدن بمثل أيارج فيقرا مع شيء من حجر اللازورد ليمنع ويداوم ما أمكن ويتعاهد شرب الأفتيمون في ماء الجبن ويترك الحركة أصلاً ويستعمل الرباط على الرجلين يصبه من أسفل إلى فوق ومن العقب إلى الركبة ومع ذلك فيستعمل الأطليه القابضة خصوصاً تحت الرباط.
والأولى به أن لا ينهض ولا يمشي إلا وهو معصوب الرجل.
وإما يطلى على الموضع- خصوصاً بعد التنقية بالفصد من اليدين والعروق نفسها- فرماد الكرنب ودهن زين مذروراً عليه الطرفاء والترمس المطبوخ طلاء ونطولأً بمائه وبعر المعز ودقيق الحلبة وبزر الفجل وبزر الجرجير من هذا القبيل.
فإن لم ينجع إلا القطع شققت اللحم وأظهرت الدالية وشققتها في طولها واتقيت أن تشقها عرضاً أو وراباً فتهرب وتؤذي.
وإذا فعلت ذلك فاخرج جميع ما فيها من الدم ويجب أن يسيل منها ما أمكن تسييله ثم تنقيها بالشق طويلاً وربما سلت سلا وفطعت أصلاً.
ويجب حيمئذ أن تستأصل وإلا ضرت.
وأفضل السل بالكي فإن الكي خير من البثر وإنما يجوز أن يسل الحمر دون السود وأما السود فيفعل بها ما رسمنا أولاً من التنقية.
وقد يعرض أن لا تبرأ القرحة ما لم تبالغ في التنقية وإن لم تسهل بعده الأخلاط السوداوية والغليظة ويجب بعد القطع والسل أو الكيّ أن يهجر ما يولد الخلط السوداوي ويداوم تنقية البدن حتى لا يتولد الفضل السوداوي فيعاود الماء إن كان وجه المادة إليه غير مسدود أو يتحرك ما كان معتاد الحركة عن الرجل إلى أعضاء هي أشرف على أن للبط والشق خطر رد المندفع إلى العضو الحسيس فيصير إلى الأعضاء العالية.
فلذلك الصواب أن لا يبط ولا يعمل به شيء إلا بعد التنقية البالغة وربما كانت أشبهت السلعة داء الفيل فيغلط فيه ولكن السلعة تمس مائحة تحت اليد وأما داء الفيل فهو كما قلنا.